في الآونة الأخيرة تطورت الإجراءات العلاجية المتعلقة بعلاج أمراض السمنة بشكلٍ كبيرة، وخاصة أن مجالها تجميلي وطبي في ذات الوقت، إذ أصبحت جراحات السمنة من أهم وأبرز متطلبات العلوم التجميلية في العالم، فهي في مجملها تسعى لتقليل كميات السعرات الحرارية في جسم الإنسان، وتعتبر عمليات جراحة السمنة خياراً مناسباً وملائماً لإنقاص الوزن وخسارة الدهون، ناهيك أنها تساهم في تعديل نمط حياة الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن، ولم تٌفلح معهم الطرق والإجراءات التقليدية في خسارتها.
حيث تشير الإحصائيات الحديثة أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن والدهون كبيرة جداً، وأن جميعهم يرغبون في خسارة الوزن دون اللجوء إلى الطرق التقليدية المتعبة كممارسة التمارين الرياضية، أو الالتزام في حميات غذائية قاسية، ولهذا أصبحت جراحات السمنة هي الخيار الأفضل والأشمل والمناسب لجميع الأشخاص سواء كانت السمنة نتيجة لأسباب وراثية أو أسباب عدم إنتظام الطعام، أو غيرها من الأسباب التي تزيد من نسبة إصابة الشخص بأمراض السمنة المفرطة.
جراحات السمنة:
إحدى أنواع الإجراءات الجراحية والآليات العلاجية المنتشرة بكثرة في جميع أنحاء العالم، فأصبح جميع السيدات والرجال يلجؤون إليها خاصة المصابين بأمراض السمنة والذين لم يفلحوا على علاجها بواسطة الالتزام بالحميات الغذائية القاسية، أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة بشكل يومي، ويعتبره البعض هو الخيار الأخير أمامهم بعد فقدان الأمل.
ويمكن القول أن من أشهر جراحات السمنة التي تقضي على الوزن الزائد وتمنح الأشخاص الوصول إلى الوزن الطبيعي المثالي، وتقضي على السمنة المفرطة هي: “تغيير مسار المعدة، قص المعدة، رأب البطن، شد المعدة، ربط الفكين، شفط الدهون، استئصال البنكرياس، تكميم المعدة”وغيرهم من الإجراءات الجراحية، وما يميز هذا الإجراء هو أن نتائجه النهائية مثالية ودائمة، في حين أن تكلفتها العالية مقارنة مع الطرق الأخرى يجعلها أخر الحلول أمام هؤلاء الأشخاص، وعلى هذا النحو سنتحدث حول أبرز ثلاث جراحات السمنة، وهم:
أولاً: عملية تحويل مسار المعدة
تعتبر من أشهر أنواع جراحات السمنة التي تساهم في الوصول إلى الوزن المثالي، فهي من أكثر الطرق الجراحية انتشاراً وشيوعاً في جميع أنحاء العالم، وتشير الدراسات الطبية الحديثة أن عملية تحويل مسار المعدة شهدت في الآونة الأخيرة إقبال من الرجال والنساء على حدٍ سواء بصورة كبيرة، وخاصة أنها من العمليات التي تمنح الشخص نتائج نهائية مثالية في وقت قصير.
وبعد ذلك يقوم الفريق الطبي المرافق للجراح خلال هذه العملية ببدء تحويل الشكل الداخلي للمعدة لتصبح على شكل حرف Y، ويمكن القول أن جراحة السمنة خلال عملية تحويل مسار المعدة تساعد في تقليل كميات الطعام والشراب التي يمكن للمريض أن يتناوله خلال فترة زمنية معينة ، وبالتالي يزيد من حرق السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى التخلص من الوزن الزائد والسمنة.
ثانياً: عملية تكميم المعدة
تعتبر من إحدى أنواع جراحات السمنة التي تعالج أمراض السمنة المفرطة، حيث يقوم الطبيب خلال هذه العملية على استئصال ما نسبته 80% من حجم المعدة الكبير، ثم يقوم الطبيب بوضع إحدى الأدوات الطبية المخصصة لهذه العملية “الأنبوب” والتي تشبه الجيب الطويل، وعليه فإن الشخص الذي يعاني من أمراض السمنة المفرطة وزيادة الوزن يكون بعد الإنتهاء من العملية لا يستطيع تناول كميات كبيرة من الطعام والشراب، وبالتالي لا تستطيع المعدة الاحتفاظ بكميات طعام كبيرة كما كانت عليه في السابق، ناهيك أيضاً أن هذا النوع من جراحات السمنة يقوم على منع إفراز الهرمون المسؤول على ارتفاع نسبة الشهية لدى الأشخاص والمعروف باسم “الغريلين”
ثالثاً: عملية تحويل مسار البنكرياس
أيضاً من البدائل العلاجية التي تساعد في التخلص من أمراض السمنة المفرطة والمتوسطة، ونجد أن الرجال والنساء أصبحوا يلجؤون إليها بصورة كبيرة، ومع استمرار التطور الكبير في الأدوات الفنية والتقنية المستخدمة في هذا النوع من جراحات السمنة، ويمكن القول أن الطبيب الجراح يقوم بتحويل مسار البنكرياس و مجرى الإثنى عشر وقنوات الصفراوية، مما يساهم في تقليل كميات الطعام الذي تستوعبه المعدة.